لائحة اتهام بارتكاب جرائم حرب.. هجمات متبادلة بين طرفي نزاع السودان
توسعت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لتشمل مدن العاصمة الثلاث، وامتدت إلى مدن الفاشر ونيالا في دارفور (غرب) والفولة بولاية غرب كردفان (جنوب).
فيما شهدت مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور الجمعة، اشتباكات متفرقة بين الجيش و”الدعم السريع” وسط نزوح كبير من سكان المدينة.
بدوره، أعلن الجيش السوداني أن جميع الفرق والمناطق العسكرية تشهد سيطرة عملياتية كاملة من قبل قواته.
وقال بيان صدر عن مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة مساء الجمعة: إن “الفرقة 16 مشاة نيالا تقدم دروسًا مستمرة في البسالة والصمود، حيث تمكنت من تحطيم جميع محاولات الدعم السريع للهجوم على قيادة الفرقة وتكبد العدو خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد”.
وأضاف أن قوات الجيش في منطقة العاصمة المركزية وجهت عددا من الضربات ضد تجمعات الدعم السريع بجنوب ووسط الخرطوم وشرق النيل وأم درمان.
وتابع أن “مجموعات العمل الخاص تقوم أيضًا بتوجيه ضربات موجعة للميليشيا بجميع مناطق العاصمة الثلاث”، بحسب بيان الجيش.
من جانبها، قالت قوات الدعم السريع في بيان، إن قواتها نفذت الجمعة، عملية عسكرية نوعية استهدفت مواقع تمركز قوات الجيش، بمنطقة كرري بأم درمان.
وذكرت أنها دمرت “مدفع 130” بكامل طاقمه ودبابة، وقتلت العشرات من قوات الجيش.
إلى ذلك، ينقضي شهر رابع بتوسع المعارك في السودان إلى أطراف البلاد مع احتدامها في العاصمة الخرطوم، حيث تجري أعنف الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمسيرات في محيط منطقة المدينة الرياضية ووسط مدينة أم درمان، حيث سقط عدد من القتلى في صفوف الطرفين، لم يتم حصرهم بسبب استمرار القتال.
وتتوسع المواجهات لتشمل مدينتين كبريين الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، والفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، حيث لجأت العديد من العائلات قبل أشهر هربًا من الموت، إذ يتجمع أكثر من 600 ألف مدني نازح أصبحوا مجددًا تحت طائلة المعارك، من بين هؤلاء من تعرضن سابقًا للتنكيل والاغتصاب في منطقة الجنينة غرب دارفور، وفق تقرير جديد لهيومن رايتس ووتش.
فقد اتهمت المنظمة الحقوقية قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم اغتصاب في حق عشرات النساء والفتيات منذ أبريل/ نيسان الماضي، وطالبت مجلس الأمن الدولي بالتدخل لوقف هذه الفظائع السودانية.
من جهتها، أصدرت النيابة العامة السودانية لائحة اتهام بحق 46 شخصًا من بينهم محمد حمدان دقلو وثلاثة من أشقائه قالت إنهم ارتكبوا جرائم حرب ضد السودانيين.
“مسار خطير عليه أن يتوقف فورًا”، يقول مالك عقار، نائب رئيس المجلس السيادي، الذي عرض خارطة طريق تقوم على وقف فوري للقتال وتدشين حوار شامل يؤسس لمرحلة انتقالية، وهو ما اتفق معه عضو المكتب التنفيذي لتحالف قوى الحرية والتغيير بابكر فيصل، مع تسجيل اختلافه بشأن اقتراح عقار تشكيل حكومة مؤقتة لتسيير دولاب الدولة.
ويتبادل الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش و”الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.