نزوح جماعي من أحياء أم درمان.. اشتباكات السودان تزداد ضراوة
رصد اثيرنيوز
بدأ سكان أحياء أم درمان القديمة الشمالية في السودان مغادرة منازلهم جماعيًا سيرًا على الأقدام باتجاه المناطق الجنوبية بسبب سقوط القذائف المستمرّ على المدينة.
وأفادت حسابات لجان الطوارئ في أم درمان القديمة أنّ عددًا من الأحياء السكنية باتت تتلقى القذائف من طرفي الصراع، موضحة أنّ طلبات الخروج من بعض النواحي باعتبارها منطقة عمليات مستمرة.
وفي السياق نفسه، أكدت اللجان الشعبية في حارات الثورة القديمة فتح أبواب المدارس والمنازل لاستقبال المدنيين الفارين من القتال في تلك الأحياء.
يأتي ذلك في وقت تزداد أوضاع المدنيين سوءًا بعد أن نزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص هربًا من معارك السودان، مليونان ومئتا ألف نازح بينهم من مدينة الخرطوم وحدها، وفقًا لآخر تقارير الأمم المتحدة.
أما من بقي فيواجه الأمراض والأوبئة في ظل انهيار وشيك لنظام الرعاية الصحية، ناهيك عن أمطار موسمية تفاقم أوضاعهم وتزيدها تردّيًا.
في غضون ذلك، يبدو أنّ لا نهاية تلوح في أفق الأزمة في السودان، مع انقضاء أكثر من 100 يوم على اندلاع المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأعلن الجيش السوداني، مساء الإثنين، مقتل ما يزيد عن 20 مسلحًا من قوات “الدعم السريع”، في اشتباكات مع قواته بالعاصمة الخرطوم.
وقال الجيش في بيان إن العمليات الخاصة لقوات الجيش والمستمرة في مختلف مناطق الخرطوم “ألحقت خسائر بالعدو وكبدته أكثر من 20 قتيلًا، وعددًا من الجرحى بمدن العاصمة الخرطوم، وبحري، وأم درمان”.
وأضاف البيان أن قوات من الجيش “اشتبكت مع المليشيا المتمردة (الدعم السريع)، مساء الاثنين، في شرق النيل شرقي الخرطوم، إضافة إلى منطقة الشجرة جنوبي”.
وأوضح أن قوات الجيش تمكنت من “دحر” قوات الدعم السريع وإلحاق “خسائر كبيرة” بها.
وفي السياق، أشار البيان إلى أن القوات الجوية “وجهت ضربات جوية على مناطق تمركز للعدو، بعدة مناطق داخل وخارج العاصمة”.
والاثنين، اتسعت دائرة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في العاصمة الخرطوم وعدة مدن في إقليم دارفور غرب البلاد.
وكان الجيش السوداني استفتح يومه أمس بقصف مكثف على مواقع الدعم السريع جنوب شرقي العاصمة السودانية الخرطوم.
ونفّذت مقاتلات الجيش كذلك غارات جوية على تجمعات الدعم السريع في محيط المدينة الرياضية جنوبًا، ومدينة بحري والمنطقة الصناعية وسط الخرطوم.
وفي ضاحية بري شرقي القيادة العامة، تبادل طرفا الصراع القصف المدفعي، وفي أم درمان أسفرت الاشتباكات العنيفة عن مقتل امرأة وطفلها بقذيفة مدفعية طائشة.
توازيًا مع ذلك، يتواصل الحراك السياسي الذي تحاول عبره القوى الإقليمية والمحلية إيجاد حلّ ينهي معاناة السودانيين.
فقد كشف نائب رئيس المجلس السيادي مالك العقار عن مقترح جديد لخارطة طريق توصل لإنهاء الاقتتال الدائر. ويقوم هذا المقترح على الفصل بين الجيش والدعم السريع والشروع في عملية سياسية شاملة تتركّز على تأسيس الدولة وليس على أساس اقتسام السلطة.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش و”الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.