صراع الغرب وروسيا في إفريقيا بين المكاسب المنافسة
تزداد شعبية روسيا على وترٍ متسارع في قارة إفريقيا بسبب مساعيها ورغبتها في بناء عالم متعدد الأقطاب أكثر عدلاً وحل مشكلة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، والتي تفاقمت بسبب السياسات الاستعمارية الجديدة التي تستخدمها دول االغرب في إفريقيا معتبرين سكان القارة على أنهم مواطنين من الدرجة الثانية ويحرمونهم من الإستفادة من خيرات أراضيهم.
وعلى عكس الغرب، تسعى روسيا إلى تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع إفريقيا وتعزيز الحوار السياسي وتوسيع التعاون الاقتصادي وتشجيع التبادلات الثقافية والإنسانية. إن تعاون روسيا المثمر مع دول مثل جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي جاء بثماره، الأمر الذي دفع العديد من الدول لتحذو حذو مالي جمهورية إفريقيا الوسطى.
حيث تقدم روسيا لإفريقيا التعاون على أساس شروط المنفعة المتبادلة والشراكة القائمة على الاحترام في مختلف المجالات، وتخلق روسيا منافسة مع الدول الغربية التي هيمنت على الأسواق الأفريقية. وكون أن روسيا على عكس الغرب تُقدم خدماتها تحت بند الشراكة وهو ما جعل دول إفريقيا إلى إختيارموسكو كشريك موثوق به بدلاً عن دول الغرب.
هذه الشراكة اصبحت واضحة جدا في مجالات عديدة وعلى وجه الخصوص في المجال الأمني. ففي جمهورية إفريقيا الوسطى وعلى مدى السنوات الثماني لم تحقق الأمم المتحدة أي نتائج إيجابية، بينما أتاح التعاون مع روسيا إلى تقوية صفوف الجيش وتجديد عتادهم عبر مدهم بالطائرات والمروحيات الحربية لتكون قوات جيش إفريقيا الوسطى قادرة على الدفاع عن أراضيها ومجابهة الميليشيات المسلحة التي تُزعزع أمن البلاد.
القمة الروسية الأفريقية المرتقبة هي حدث دبلوماسي كبير سيجمع بين القادة الروس وممثلي أكثر من 50 دولة أفريقية، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الإقليمية والدولية ودوائر الأعمال والمجتمع المدني ووسائل الإعلام.
كما ستوفر القمة فرصة لمناقشة التقدم والإنجازات التي حققتها القمة الروسية الأفريقية الأولى، التي عُقدت في منتجع سوتشي الروسي في عام 2019، وتحديد أهداف وأولويات جديدة.
إن الأنماط القديمة للتعاون مع المستعمرات السابقة تجعل الغرب شريكاً غير مرغوب به في إفريقيا، وسيكون ملتقى روسيا وأفريقيا دليلاً جديداً على أن العالم قد تغير وأن دول الغرب لم تعد تهيمن عليه.