اشتباكات عنيفة في الخرطوم.. لماذا يتأخر الحسم العسكري؟
اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الخميس، في محيط سلاح المدرعات جنوبي مركز الخرطوم.
وعاودت الطائرات الحربية قصف نقاط وتجمع لقوات الدعم السريع في حي النزهة القريب من منطقة المدرعات.
وأفاد مراسل “العربي” أحمد ضو البيت بأنّ الاشتباكات اندلعت في العاصمة الخرطوم ومدنها الثلاث، مشيرًا إلى مواصلة القصف واستهداف المواقع العسكرية لكلا الطرفين.
كما شهدت مدينة الأبيّض الإستراتيجية الواقعة على بُعد 350 كيلومترًا جنوب العاصمة السودانية، قصفًا صاروخيًا ومدفعيًا، حيث أفاد سكان بوقوع ثلاث غارات جوية أمس الخميس، وقال أحد هؤلاء السكان إن “الانفجارات مرعبة”.
وتعليقًا على التطورات الميدانية في السودان، يرى الخبير العسكري عمر أرباب أن المعارك لا تزال تشهد توازنًا بين طرفي الصراع، لكنه يعتبر أن “عامل الزمن في صالح الجيش حيث يتقدم ببطء”.
ويضيف في حديث إلى “العربي” من استديو لوسيل أن قوات الدعم السريع لا تزال تسيطر على كل المواقع التي استولت عليها منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي منذ لحظة نشوب الحرب. كما استولت على مواقع جديدة.
ويشير إلى أنّ وجود قوات الدعم السريع داخل الأحياء والتي تعتبر خط الدفاع الثاني له قد “بدأت تضعف ويفقد قواته فيها، لا سيما مع انتشار الجيش في الأحياء الجنوبية للعاصمة الخرطوم وأم درمان”.
ويعتبر أرباب أن الأزمة الحقيقية تكمن في العدد المتزايد لقوات الدعم السريع، التي كانت في السابق عبارة عن قوات مشاة تابعة للجيش، حيث اعتمد هذا الأخير على تلك القوات في عملياته في دارفور.
كما يلاحظ الخبير العسكري ازدياد أعداد عناصر قوات الدعم السريع بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة مقابل غياب أيّ تجنيد جديد داخل الجيش، معتبرًا أن هذا الأمر يصنع الفرق على أرض المعركة رغم أن الجيش يمتلك الطيران الحربي.
ويصف المعركة الحالية بين الجيش وقوات الدعم السريع بأنها “معركة بين جيش واحد، بين قوات مشاة على الأرض وقوة طيران لذات الجيش”.