وزير الخارجية يخاطب الإجتماع الوزاري لمكتب التنسيق لحركة عدم الإنحياز
ترأس السيد وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق علي، وفد السودان للإجتماع الوزاري لمكتب التنسيق الخاص بحركة عدم الإنحياز ، الذي إنطلقت أعماله بالعاصمة الأذربيجانية باكو صباح اليوم الأربعاء الموافق 05 يوليو تحت شعار ” صامدون و متحدون في مواجهة التحديات المستجدة ” بحضور عدد من وزراء الخارجية، وممثلين لأكثر من ( 70 ) دولة و منظمة دولية.
في كلمته، أشاد السيد وزير الخارجية المكلف بالدور المتعاظم لحركة عدم الإنحياز في مجابهة التحديات العالمية طوال عمرها الممتد لما يقارب السبعة عقود، داعياً في الوقت ذاته لتطوير آليات عملها وأهدافها تماشياً مع تحديات الوضع الدولي الحالي وتعزيزاً لمبدأ التعددية الدولية.
كما أعرب عن تقدير حكومة السودان للمجهودات الكبيرة التي بذلتها أذربيجان خلال رئاستها لحركة عدم الانحياز ( 2019 م – 2023م )، مما انعكس بصورة واضحة وجلية على الأداء والجدية المتميزة خلال هذه الفترة بالرغم من التحديات التي صاحبتها .
وعلى صعيد تطورات الأوضاع في السودان، أشار السفير علي الصادق إلى أن السودان يشهد تداعيات محاولة إنقلابية فاشلة قامت بها قوات الدعم السريع بعد تمردها على السلطة القائمة في البلاد في 15 أبريل الماضي، وسرعان ما تحولت تلك المحاولة الإنقلابية الفاشلة إلى عدوان عسكري شامل يستهدف هدم الدولة ويستهدف الإقتصاد والبنية التحتية والأصول وتدمير المرافق الإستراتيجية وإحتلال بيوت المواطنين، مبيناً أن القوات المتمردة ظلت تُظهر قبل تمردها عدم إنصياع واضح لتوجيهات قيادة القوات المسلحة، بل وتقاوم أية محاولة لدمجها في الجيش السوداني بسبب رغبة قيادتها في أن تظل جيشاً موازياً بالبلاد.
وفي السياق، إستعرض سيادته الإنتهاكات الممنهجة للمليشيا المتمردة والتي تمثل حرباً شاملة علي عاصمة البلاد وحواضر الولايات والطرق القومية والمطارات والمنشآت الإستراتيجية لإشاعة حالة الفوضي وإرهاب المواطنين بإرتكاب عمليات السرقة والنهب والسطو المسلح والاغتصاب وإشاعة الذعر وشتي الممارسات الإرهابية فضلاً عن تورط عناصر التمرد في العديد من الإنتهاكات الجسيمة في أوساط المدنيين، وإتخاذهم دروعاً بشرية.
علاوة علي ذلك، أبان السيد الوزير أن إعتداءات المتمردين شملت أيضاً اقتحام المستشفيات والمقار الصحية وإتخاذها مقرات عسكرية وإجبار الكوادر الصحية علي علاج جرحى تلك المليشيا، الأمر الذي أدي لخروج 57 مستشفاً عن الخدمة بجانب سرقة مخازن ومستودعات الأدوية، كما إستهدفت مليشيا الدعم السريع المتمردة العديد من البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى البلاد و نهبت مقتنياتها، مما شكل إنتهاكاً صارخاً للإتفاقيات الدولية ذات الصلة بحرمة المقار الدبلوماسية.
وفي سياق الإستجابة للمناشدات الدولية لوقف تأثيرات القتال الدائر على المدنيين وتنفيذ القانون الدولي الإنساني، قال السيد الوزير أن الحكومة السودانية وقعت على عدد من إتفاقيات وقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية عبر منبر جدة برعاية الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، الإ أن القوات المتمردة لم تلتزم بها وظلت تستغلها لشن المزيد من الإعتداءات الممنهجة.
وفي الختام، ثمن السيد وزير الخارجية إهتمام الدول الشقيقة والصديقة بالشأن السوداني، داعياً في الوقت ذاته حركة عدم الإنحياز لدعم السودان خلال هذه الفترة الصعبة التي يمر بها من خلال إدانة إنتهاكات مليشيا الدعم السريع بوصفها جرائم ضد الدولة وإنتهاكات صريحة للقانون الدولي والإنساني، أسوة بما صدر من إدانات عن البرلمان البريطاني والولايات المتحدة الأمريكية ومنظمتي Human Rights Watch و Amnesty International وغيرها.