اتساع رقعة القتال وتفاقم الأزمة مع اقتراب العيد
تواصلت المواجهات المسلحة في السودان، أمس، وسمع دوي انفجارات في الخرطوم، بينما اتسعت رقعة المعارك المستمرة منذ شهرين في أنحاء البلاد، فيما تتفاقم الأوضاع الإنسانية مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.
وأكدت منظمات إنسانية عجزها عن تقديم المساعدات اللازمة للنازحين، مشيرة إلى أن العاملين الأجانب فيها لا يزالون بانتظار الحصول على تأشيرة دخول فيما يعاني العاملون المحليون أنفسهم من المواجهات، واضطروا إما إلى النزوح أو الاختباء في منازلهم خوفاً من المعارك، أو باتوا منهكين تماماً.
وقالت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، إنها لا تملك تمويلاً كافياً لتغطية الاحتياجات، كما أنها لا تستطيع نقل المساعدات إلى مختلف أنحاء السودان، لأن شاحناتها تعلق وسط النيران المتبادلة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وتردد دوي الضربات الجوية ونيران الصواريخ المضادة للطائرات خلال الليل في أم درمان والخرطوم. لكن القتال اشتد أيضاً خلال الأيام القليلة الماضية في مدن إلى الغرب من العاصمة في منطقتي دارفور وكردفان الهشتين.
وفي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، انهارت هدنة هشة مع وقوع اشتباكات بين القوتين في مناطق سكنية.
وقال سكان ومراقبون إن أشد المعارك وقعت في غرب دارفور، ودمرت مناطق من المدينة ودفعت السكان إلى نزوح جماعي عنها.
وتسبب القتال في نزوح أكثر من 2.5 مليون شخص فر مئات الآلاف منهم عبر الحدود إلى دول منها تشاد ومصر.
ومع تفاقم الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية في السودان جراء القتال الذي دخل شهره الثالث هناك، وما يترتب على ذلك من تردي الوضع المعيشي في البلاد، بات السودانيون مجبرين على اللجوء لحلول غير مألوفة، لتلبية احتياجاتهم الضرورية، أو للنجاة من أتون المعارك.
فعدد لا يُستهان به من السودانيين يعتمد حالياً على خدمات تقدمها مجموعة من الشركات الصغيرة الناشئة، العاملة في مجال التكنولوجيا، من أجل الحصول على مستلزماتهم من المأكل والمشرب، أو تحويل الأموال في ظل الشلل الراهن في القطاع المصرفي، أو لترتيب عملية فرارهم من البلاد، إن رغبوا في ذلك.
وبدأ بعض من هذه الشركات عمله قبل شهور قليلة من اندلاع المعارك، وهي تقدم في الوقت الحالي، عبر تطبيقات ومنصات إلكترونية مختلفة، خدمات متنوعة، بدءاً من إيصال المواد الغذائية، وتسهيل الحصول على الرعاية الطبية، وصولاً إلى ترتيب خدمة النقل إلى المناطق الحدودية، وإيجاد نظام دفع إلكتروني موازٍ، للنظام المصرفي الرسمي المنهار.
وعبر استخدام آلات الصرف الآلي التابعة لذلك النظام والمتوافرة في الكثير من المنافذ التجارية ومحال البقالة، بات بوسع السودانيين العالقين في المناطق التي تشهد المواجهات الأعنف من نوعها، الحصول على المال، في ظل عجزهم عن سحب نقود، من حساباتهم المصرفية.