مخاطر مليشيات الدعم السريع على إستقرار السودان وتحديات الإدماج د:رجاء عبدالله الزبير
مخاطر مليشيات الدعم السريع على إستقرار السودان وتحديات الإدماج
د:رجاء عبدالله الزبير
rajazubier@gmail.com
إن الدور الاساسي للقوات المسلحة هو المحافظة على الامن والاستقرار لتعلقها بالسيادة الوطنية للدولة ،ومن المعلوم ان الحكومة السودانية أُنشأت قوات الدعم السريع لمساعدة القوات المسلحة لمجابهة التحديات التي تواجهه في السيطرة على التمرد إبان حرب دارفور غربي السودان، ونتيجة لضعف الدولة بدأت تلك القوات في القيام بمهام كمؤسسة موازية للقوات المسلحة وتمارس نشاط مسلح يتعدى الحدود السودانية إلى دول الجوار وتبرم تحالفات خارجية مع العديد من الدول ،فضلاً عن الدعم الخارجي الذي تتلقاه مما ادى الى تعزيز قدراتها العسكرية.
وقد ورد في قناة (BBC) العربية بان شركة فاغنر الروسية العسكرية الخاصة وهي من الشركات التجارية التي تقدم خدمات متخصصة تتعلق بالنزاعات المسلحة بمقابل مادى،تقدم لقوات الدعم السريع مرتزقة وأسلحة حديثة لتعزيز قدراتها العسكرية والدفع بهم للمشاركة في العمليات العدائية دون الالتزام بالمعايير العسكرية ، مما يعد إنتهاكاً للقانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الدولي الإنساني على حد سواء،ويفتح الباب على مصراعيه لنزاع مسلح طويل الامد وتفكك الدولة السودانية.
وعندما اندلعت المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أصدر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قراراً حل بموجبه قوات الدعم السريع واعلن بانها قوات متمردة على القوات المسلحة،وبالتالي اصبحت تلك
القوات خارج نطاق منظومة المؤسسة العسكرية الوطنية للدولة ،ويمكن تطبيق المادة (4) من قانون القوات المسلحة السوداني في مواجهتهم و التي تجرم كل من يُكون تنظيماً مسلحاً لإثارة الحرب ضد الدولة عسكرياً،أو يحمل السلاح بغرض إرتكاب أفعال من شأنها زعزعة الامن والإستقرار بالبلاد أو تعريض إستقلالها أو وحدتها للخطر أو يشرع أو يحرض على ذلك، وتتم معاقبتهم أمام المحاكم العسكرية.
ومن الضروري البدء في دمج تلك المليشيات في بنية الجيش الوطني لانها أصبحت قوة خطيرة على السودان كدولة بعد إشعال الخرطوم والإنقلاب على الجيش حفاظاً على مستقبل الوطن،إلا أن هنالك العديد من التحديات والمخاطر المحتملة نتيجة ذلك الاندماج الامر الذي قد يعرض القوات المسلحة للخطر نسبة لغياب الإحترافية في تلك المليشيات ،بالإضافة لتكاليف الادماج الضخمة على نحو يصعب على القوات المسلحة تحملها،كما أن الادماج يتطلب إستعداد تلك المليشيات للإنخراط في القوات المسلحة لانها لا تنال إلا قدراً ضئيلاً من المنافع جراء إنضمامها للجيش الوطني ، ومن الضروري إتخاذ إجراءات سريعة للتعامل معها ،وإلا سوف يؤدي إلى إنزلاق السودان الى نزاع مسلح واسع النطاق.