عبدالله مسار يكتب.. الدعم السريع في مرمي السياسة (3)
بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالله مسار يكتب..
الدعم السريع في مرمي السياسة (3)
قلنا في مقالاتنا الدعم السريع في مرمي السياسة (1)و(2)
ان الدعم السريع قوة عسكرية انشات بقانون وهي رديف للجيش ومساعد له ولكن لا تتبع له تبعية مباشرة وليست تحت امره رئيس اركان الجيش وقلنا انها تتبع للقائد الاعلي ولها قيادة منفصلة ولها ميزانية وحدد القانون مهامها وواجباتها وهي قوة خفيفة منوط بها الحركة العاجلة في القتال والجمع وهي قوة نشات في الاول نشاة خاصة ولكنها توسعت وشملت اغلب اهل السودان وكان تدريبها ذاتيا ولكن بمرور الوقت صارت تدرب قوميا
وهي تقوم بمهام عسكرية قتالية مباشرة وكذلك تقوم بدور الشرطة بالاشتراك او بمفردها حسب الحاجة وهي اغلب تواجدها خارج العاصمة وقريبة من مسرح العمليات الحربية ولم تاتي العاصمة الا فترة الثورة
وهي قوة هامة ومفيدة عسكريا
وقلنا انها دخلت السياسة بعد الثورة ودخول قائدها الي المجلس العسكري و الي المجلس السيادي اخيرا في موقع النائب الاول لرئيس مجلس السيادة
وكان الانسجام كاملا وتاما بين قائد الدعم السريع وقائد الجيش قبل الدخول في السياسة ولكن عند دخول عنصر السياسة وتباينت المواقف تبدلت العلاقات ومما كان الخلاف سرا طفح الي العلن رغم ان الرجلين وقعا علي الاتفاق الاطاري مرغمين ام برضاهما وصار لكل واحد منهما موقف متباين عن الاخر وخاصة في الانحياز للعملية السياسية وهذه المواقف ولدت جفوة وجعلت الكل يتحسس بندقيته رغم ان الخلاف سياسي وليس عسكري
وتحول تباين المواقف هذا الي شبه صراع عسكري حتي وضعت القوتين في الاستعداد التام ولكن نزع فتيل ذلك بالعقلاء وحكمة بعض القادة
ولكن الان ظهرت المواقف المتباينة في ورشة الاصلاح العسكري والامني
حيث طالب الجيش بدمج الدعم السريع فيه وفق اجراءات محددة منها التوقيت الزمني ومنها المعايرة الوظيفية بين ضابط الكلية وضباط الدعم من حيث الموهل منها ابعاد كافة ضباط الدعم السريع بعد 11ابريل 2019م ووقف التجنيد وفتح المعسكرات والغاء التعديلات التي تمت لقانون الدعم السريع بعد الثورة ومنها اخضاع شركات الدعم السريع لولاية وزارة المالية ومنها حظر النشاط السياسي للدعم السريع وتفكيك البنية القبلية له هذه بعض من مطلوبات الجيش للدعم السريع وان الدمج في فترة السنتين عمر الفترة الانتقالية ومن الجانب الاخر صعد الدعم السريع مطالبه ضد الجيش حيث طالب ان يكون الجيش مهنيا وان يصفي من عناصر النظام السابق وان تعاد بينة وتركيبة الجيش وخاصة في الضباط ليكون بالمؤهل والكفاءة ولكن وفق تعداد السكان وهكذا
اذن تحول الصراع بين المؤسستين الي صراع سياسي وان كان في شكل عسكري وتدخل شيطان السياسة فيه وكدر العلاقة بين الجيش والدعم السريع
وهذا هو جوهر الخلاف ولولا السياسة ما بانت هذه النتواءات في الجسم العسكري وعليه يجب ان يبتعد الساسة عن التدخل في العمل العسكري وكذلك يبتعد الاجانب وهم اس المشكل وكذلك يجب علي قادة الجيش والدعم السريع عدم الخلط بين ما هو عسكري وما هو سياسي وان يعودوا الي علاقتهم الطيبة دون ان ينجروا وراء ألاعيب السياسيين الذي يودون الصعود علي اكتافهم للوصول الي السلطة في كلا المعسكرات
مطلوب ان يتعقل قادة الجيش والدعم السريع في هذه المرحلة الحرجة بالذات وان يجلسوا مع بعض خارج ورش فولكر وبعيدا عن الساسة لان الجيش والدعم السريع يجب ان لا يكون بينهم تنافس وخاصة وانهم خرجا من مشكاة واحدة ومن رحم واحد
اعتقد ان قادة الجيش والدعم السريع اكبر من ان يفتنهما ساسة السودان الجدد وفولكر من لف لفهم
الجيش موسسة عريقة والدعم موسسة عسكرية مفيدة وسائل اصلاحهما ليس مكانها ورش فولكر ولكن اصلاحهما فني ومهني ومن داخلهما واي تدخل سياسي في شانهما مكانه حكومة منتخبة وليس الان
وعلي الجميع ان يبتعدوا عن الموسسة العسكرية وان لا يقهموها في غلاط السياسة لانها حلها لكل امر بالسنون
تحياتي