عصي القول.. رقية الزاكي .. فيديو الإمام
عصي القول.. رقية الزاكي
فيديو الإمام
فيديو للإمام الراحل المقيم الصادق المهدي يعاد بثه ويكرر في إشارة لما يحمله من تنبؤات لمآلات المشهد السياسي، فالوصايا ونقد الذات التي جاءت في فحوى تصريح المهدي المنقول عبر الفيديو المعاد بثه، قراءات مآلات الأوضاع حينها، والمآلات كما هو معلوم وصلت إلى حد حدوث انقلاب على حكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، والحاضنة السياسية المتمثلة في قوى الثورة.
تطورات الأوضاع والانقلاب على الحكومة أصبح في عرف (حدث ماحدث) لكن مثل هذا الواقع، يحتاج إلى إعادة نظر في تجربة السلطة والاعتبار من التجارب. وأصحاب التجارب وخبرة السياسيين أمثال الإمام الذي تقلد منصب رئيس وزراء في مقتبل العمر، وخاض معركة الديمقراطية في أكثر من مرة وتصدى لمعارك ممثالة في مواجهته بسبب ذات الديمقراطية.
الإمام الصادق في قضايا السياسة يعد من الحكماء والاستماع إلى نصائحه بمثابة قراءة عن بعد لمآلات الأحداث بحنكة.
لكن القبول بالنصائح كثيراً مايواجه بالمواقف السياسية نفسها وتضاربها وتقاربها مع وضد، حتى القبول بالنصيحة يدخل في دائرة التقييم وحسابات المكاسب.
قراءة نصائح المهدي من باب تكرار ماقيل وتقييم ما ذكره من قبل ربما كان مفيداً، سيما والمشهد الآن في حالة انسداد وترقب في ذات الوقت لمرحلة انتقالية جديدة.
رسائل المهدي من باب مايخص البيت الواحد وهو يتحدث عن قوى الحرية والتغيير والمجلس القيادي الذي كون حينها، وعبارات المهدي جاءت مغلظة في بعض الجوانب وهو يشير إلى أجهزة تنسيقية، تغولت على قرار الجماعة وباب النصح هنا يبدو من باب (اسمع كلام الببكيك).
وفي مقارنة حديث الإمام المهدي (رحمه الله) في إثارة ملف المشاركين في السلطة ابتدر الراحل موقفه حول ماهية القوى المشاركة، وهو ينتقد إقصاء قوى سياسية يرى ضرورة إشراكها، ويرى الإقصاء ضرباً من ضروب عيوب المرحلة الانتقالية، رغم أن الحديث عن الإقصاء سلاح ذو حدين.
ومن يستحقون المشاركة هذه الآن أصبحت من أقوى دواعي الجدل السياسي، ويحتاج الإفتاء فيها لإعادة نظر لتصريح المهدي وماوراءه، لكنها تظل إحدى عقبات المشهد الآن.
أما حديث المهدي عن المكونات التقليدية القبلية والصوفية يمثل إحدى معضلات المرحلة، لكنها سلاح ذو حدين أيضاً.
وحالة الانفصال المطلوبة من وجهة نظر الإمام هي تحديد الفارق، مابين الفعل المعارض والمشاركة في السلطة.
الاستماع إلى فيديو المهدي بعد كل ماحدث يوحي بقراءة ماوراء التصريح مرة أخرى، رغم التعقيدات السياسية التي لاتخلو منها مفردات الإمام، وإن أخذت بمعيار التقييم والعارف ببواطن الأمور