منتجو البصل يستنجدون لفتح صادره لسد الفجوة العربية
يشهد السودان وفرة غيرمسبوقة في البصل، على النقيض مما يحدث من أزمة وشح يطاول السلعة وتسببه في ارتفاع أسعارها بدول عربية عدة أبرزها مصر وسوريا والمغرب والكويت ولبنان وليبيا.
وقال منتجو بصل بالريف الشمالي للعاصمة الخرطوم، والدبة شمالي السودان وولاية الجزيرة أواسط السودان لـ”السوداني”:إن توقف صادرالبصل للخارج تسبب في حدوث وفرة ملحوظة في الإنتاج المحلي السلعة
وتراجع مريع في أسعاره في الأسواق السودانية المختلفة بحيث لا يغطي تكلفة زراعته، مشيرين لتراجع زنة 2 جوال من 28 ـ 22 ألف جنيه سوداني.
وأشار منتج البصل بالريف الشمالي للخرطوم أحمد عثمان لـ”السوداني ” :إن السودان كان يستورد في السابق السلعة من مصر وبعد زيادة مساحاته المزروعة تحول إلى مصدر لكل من دول يوغندا وكينيا وإثيوبيا
ثم تسبب إيقاف تصديره خلال الأعوام الماضية في حدوث وفرة كبرى في الإنتاج وصارالمعروض منه يفوق الاستهلاك.
وقال عثمان إن محصوله من البصل 15 فدانًا وأنتج 2000 جوال ــ الجوال يزن 16 ربعًا ـ مشيرًا إلى أن عائده من المحصول لا يعادل تكلفة إنتاجه بسبب الكساد والوفرة،
والتي تسببت كذلك في تراجع أسعارالجوال لـ5 ـ 6 آلاف جنيه فقط، فضلًاعن تحمل تكلفة ترحيله للأسواق 40 ألف جنيه سوداني للمركبة.
وطالب الحكومة الانتقالية بالإسراع في فتح صادرالبصل للدول العربية التي تعاني ندرة فيه لفائدة المنتجين وجلب عائد مجزٍ بالنقد الأجنبي للخزينة العامة.
وقال منتج البصل بالدبة شمالي السودان علي مصطفى لـ”السوداني ” إنه امتنع عن زراعة المحصول هذا الموسم، خوفًا من الخسائر بسبب الكساد والوفرة وتراجع الأسعار،
مشيرًا إلى أن سعر الجوال بمناطق الإنتاج بالشمالية بلغ 4 آلاف جنيه فقط في حين أن تكلفة إنتاج ذات الجوال تصل لـ13 ألف جنيه.
وطالب مصطفى بضرورة فتح صادره للخارج تحقيقًا للفائدة المشتركة للمزارع المنتج والدولة .
وشرح تاجرالبصل بسوق أم درمان الكبير، وليد محمدعبدالرحمن لـ”السوداني”: مسببات وفرة السلعة بالسودان هذه الفترة، مشيرًا إلى أن توقف الصادرعبر منطقة القلابات أدى لتراكم إنتاج الموسم الماضي
وتداخله مع إنتاج الموسم الجديد حاليًا، وتراجع أسعاره من 24 ـ 12 ـ 11 ألف جنيه للجوال والربع 800 جنيه.
وقال تاجر بصل بالخرطوم حامد حسين لـ”السوداني”:إنّ الوفرة ساعدت على تراجع أسعار البصل، مشيرًا لدخول المنتج الجديد من مناطق الشمالية والجزيرة
وقال إن سعر ربع البصل (800) جنيه للمنتج الجديد بسبب وصول كميات كبيرة من البصل للسوق، حيث وصل سعر أردب البصل بالسوق من (22)ألف جنيه إلى بواقع (12) ألف جنيه للجوال الواحد.
وقال المحلل الاقتصادي عبدالوهاب جمعة لـ”السوداني” إن المحاصيل والمنتجات البستانية تشهد وفرة وندرة في السودان، ففترة الوفرة يتعرض المنتجون لخسائرفادحة لضعف السوق المحلي ومشاكل الصادروالتسويق بينما في فترة الندرة يعاني المستهلك السوداني من ارتفاع الأسعار.
وأشار جمعة إلى فشل المنتجين في تصدير إنتاج الموسم السابق والحالي من البصل بسبب إهمال الجهات الحكومية لشأن الصادرات فضلًا عما يتطلبه تصديره لدول الجوار من جودة عالية من حيث التغليف وسلاسل النقل،
والسودان يعاني من مشكلة في ذلك إلى جانب تضارب الاختصاصات بين الجهات الحكومية في الموانئ الرئيسة بالبلاد والذي يعيق الصادر بنحو عام.
وتوقع أن تشهد المنطقة العربية خلال الفترة المقبلة مشاكل في الصادرات البستانية والخضر، ما يتطلب الاستفادة من فترة وفرتها في السودان، داعيًا لتفعيل الاتفاقيات التجارية مع هذه الدول وفتح خطوط مشتركة للنقل الجوي والبحري وتنشيط تجارة الحدود مع إثيوبيا وجنوب السودان وإفريقيا الوسطى وتشاد
وزيادة التنسيق بين بنك السودان والمالية والتجارة والجمارك فيما يخص الصادر، وتشجيع القطاع الخاص بمحفزات ضريبية وجمركية لتسهيل انسياب صادر البصل وغيره من المنتجات الزراعية.