نص خطاب نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع في مؤتمر تطوير ولاية الخرطوم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
السادة/ الوزراء
السيد / والي ولاية الخرطوم والجاهز التنفيذي
السادة/ العلماء والخبراء المشاركين في المؤتمر
السادة / في أجهزة الاعلام المختلفة
مواطني ولاية الخرطوم الأعزاء
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي أن أخاطب ختام مؤتمركم هذا، الذي يهدف إلى تطوير ولاية الخرطوم، تحت شعار (معاً لنهضة العاصمة) وعبركم نبعث بتحية التقدير والاحترام، لجماهير شعبنا العظيم على امتداد الوطن العزيز، التحية كذلك للشباب والشابات، وهنا لابد أن نترحم على شهداء الثورة وجميع شهداً الوطن الابرار.
ونحن نتنسم نفحات شهر رمضان الكريم، نسأل الله أن يحفظ بلادنا وشعبنا وأن يعيده علينا وبلادنا أكثر أمناً، واستقراراً، ووحدة، وتماسكاً.
الخرطوم هي المدينة التي شهدت تحررنا، نجاحاتنا، وفشلنا، وأمجادنا، منذ قرن ويزيد، وما زالت، تحدد مصيرنا في كل شيء. التقينا في الخرطوم بتنوعنا، حضاراتنا، ثقافاتنا، وألواننا لنشكل معاً نسيجاً اجتماعياً فريداً، يعبّر عن السودان الوطن الشامخ العزيز وشعبنا الكريم الجسور.
اليوم تقف الخرطوم شاهدةً على مستقبل جديد لأمتنا، صنعناه بعزمنا، ونحن أكثر إصراراً على بداية عهد جديد، نأمل أن يقودنا إلى تحقيق طموحات شعبنا في، السلام، والاستقرار، والتنمية، والازدهار.
السيدات والسادة
إن النقاش الذي جرى في هذا المؤتمر، حول تنمية وتطوير ولاية الخرطوم، هو أمر حميد يعبّر عن إحساس عالٍ بالمسؤولية وحب العمل، يجب أن تسنده خطة طموح، قادرة على تحويل هذه الطاقات والإمكانات إلى برامج عمل. نؤكد لكم أننا سنقف معها وندعمها، من أجل تجاوز التحديات وتحقيق الأهداف التي من أجلها قام هذا المؤتمر.
يجب علينا أن ندرك، بأن النهضة لا يمكن أن تتم وفق برامج إسعافية قصيرة المدى، ومعالجات سريعة لا تصلح لولاية الخرطوم، التي تضم حوالي خُمس سكان السودان حالياً وتساوي مساحة دول كاملة.
الحضور الكريم:
تتطلب النهضة والمواكبة الحضارية، خطة استراتيجية بعيدة المدى، وقد حدث ذلك خلال عمر الخرطوم التي خضعت لـ 5 مخططات هيكلية على مدى 100 سنة، حيث كان المخطط الهيكلي الأول في العام 1910، ثم المخطط الهيكلي الثاني 1958، ثم المخطط العمراني الثالث عام 1976، ثم المخطط العمراني الرابع 1990، وأخيراً المخطط العمراني الخامس عام 2008، الذي وضع خطة عمرانية لولاية الخرطوم تمتد حتى 2033، مقسمة على (5) مراحل كل مرحلة عمرها (5) سنوات.
لقد دفعت ولاية الخرطوم، أكثر من 20 مليون دولار لبيوت خبرة عالمية ومحلية، لإنجاز المخطط العمراني الأخير، والذي يحل في هذا العام 2023 موعد بداية مرحلته الرابعة، وقد تسببت عوامل مختلفة في توقف وتأخر تنفيذ الكثير من مشروعاته، التي على رأسها (9) مدن جديدة لم يبدأ العمل فيها بعد، و(6) واجهات نيلية اُنجزت منها اثنتان فقط، ومما ذكر يبدو الإنجاز متواضعاً، بل شحيحاً للغاية من جملة حوالي 1200 مشروع.
السيدات والسادة
إن نهضة ولاية الخرطوم، تتطلب عملاً متواصلاً ومتراكماً، كما تحتاج إلى جهد علمي وعملي كبير، ومن المهم، بل وتقتضي الحكمة أن تكون البداية بمراجعة وتقويم المخطط العمراني لولاية الخرطوم وتحديثه، بما يعالج الخلل ويواكب التكنولوجيا، والتطور.
وسأقدم مثالاً لواحد من أهم المشروعات التي تحتاجها ولاية الخرطوم بصورة عاجلة، لكن وفق خطة استراتيجية، وهو مشروع شبكة الصرف الصحي، لا يمكن تصور عاصمة في هذا العصر تلقي بمخلفاتها في باطن الأرض، لتُحدث أكبر تلوث بيئي، وتدفع البلاد والمواطن ثمن فاتورة علاج باهظة للأمراض التي تتسبب فيها “آبار الصرف الصحي” التي تزيد بالمئات كل صباح جديد ـ هذه المشكلة لا يمكن حلها بخطة إسعافية عاجلة، بل بخطة استراتيجية تستهدف إغلاق آخر بئر صرف صحي في الخرطوم، خلال 5 سنوات، ونستطيع تحقيق ذلك بدقة التخطيط وصرامة التنفيذ.
الحضور الكريم:
ومن هذا المنطلق فإنني أعلن الآن ومن هذا المنبر، رعايتي بصورة مباشرة، مؤتمراً لوضع خطة استراتيجية عشرية لولاية الخرطوم، (2023-2033) بالتنسيق مع حكومة الولاية تستند على خبرة ومرجعية المخططات العمرانية السابقة، وتستكمل ما تبقى من المخطط العمراني الخامس بأسس جديدة، تراعي مطلوبات العصر ومواكبة التطور.
مؤتمر يشارك فيه خبراء سودانيون من داخل وخارج السودان، وتشارك فيه الجامعات السودانية التي أتمنى أن تصبح حواضن لبناء المستقبل، إضافة لخبراء أجانب وبيوت خبرة، شاركت في بناء أعظم المدن على نطاق العالم.
ومبدئياً يمكن أن ينعقد المؤتمر في سبتمبر 2023 المقبل.
هذا لا يمنع أن تكون هناك خطط إسعافية لمواجهة مشاكل راهنة عاجلة، مثل التعليم، والصحة، ونقص الكهرباء، والوضع البيئي، وتوفير مناخ مساعد للاستثمار حتى تتوفر فرص العمل للشباب، ومعالجات ظرفية للمواصلات، والأسواق، ومواقع الترفيه، وفوق كل ذلك الاهتمام بمعاش المواطن وتوفير خدمات الصحة والتعليم.
السيدات والسادة
الحضور الكريم
ان الاستثمار يمثل واحداً من أهم منصات انطلاق نهضة ولاية الخرطوم، التي تحظى بموقع طبيعي وموارد بشرية واقتصادية هائلة، لكنها تحتاج إلى رؤية استثمارية ذكية وعملية، ومن المهم وضع خارطة استثمارية تتوسع في تنظيم المناطق الصناعية والمشروعات الزراعية والأسواق، ومراكز تطوير وتشجيع الصادرات، بل وتوفير الشراكات والحاضنات للمشروعات الصغيرة المرتبطة بالأسرة.
للشباب والشابات طاقات هائلة وتصميم كبير للنهوض بالسودان، يجب استثمار هذه القدرات واستيعابها ومشاركتها في جميع المشروعات المستقبلية لتطوير ونهضة الولاية، لابد من اتاحة الفرصة كاملة للشباب والاستماع الى أفكارهم ومقترحاتهم.
نحن الآن أمام فرصة عظيمة، تجعلنا قادرون على تغيير مسار هذا التاريخ، فالطموح أن نبني وطناً لا أن نتصارع على فنائه، وأن نمضي بعزيمة نحو مستقبل أفضل لنا ولشعبنا الصابر، الذي يستحق أن ينعم بالأمن والاستقرار والتنمية. ليس في ولاية الخرطوم وحدها، بل في كل ولايات السودان.
وفي الختام نتقدم بخالص الشكر، لحكومة ولاية الخرطوم، ولكل من أسهم في قيام هذا المؤتمر والشكر كذلك لكل المشاركين، وسنقوم بدراسة ما توصلتم اليه من توصيات والتعاون في تنفيذها بما يحقق أهداف المؤتمر، ونرجو أن تتواصل مثل هذه الفعاليات العلمية لتحقيق النهضة لبلادنا.
والشكر من قبل ومن بعد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته