هاجر سليمان تكتب .. (بريدك)
هاجر سليمان تكتب: (بريدك)
لأول مرة ترى عزيزي القارئ أنا كاتبتك قد خرجت عن سياق التوحش والهجوم والعنف وركنت إلى العاطفة بعنوان يحمل على متنه قصة ريد وحنان ، ولكن في الحقيقة الحكاية ما قصة ريد ولو أن الريد موجود والحنان رااااقد لكن (بريدك) هذا هو عبارة عن تطبيق ألكتروني ستطلقه الشركة السودانية للخدمات البريدية المحدودة (سودابوست) قريباً ويضم هذا التطبيق كل خدمات الشركة والتي أحسب أنها خدمات متميزة ومفيدة للشعب السوداني .
حقيقة كنت أظن أن عهد (حبيبي أكتب لي وأنا أكتب ليك) و(الشكر لساعي البريد) قد ولى ولكنني إكتشفت بالصدفة يوم أمس أن الحكاية جارة ومازال هنالك من يرسلون الخطابات الغرامية ولكن بطرق متطورة وحديثة وحقيقة ذلك العهد كان أجمل من عهدنا هذا وكما قالت الرفيقة رجاء أنها إكتشفت رسالة غرامية من والدها لوالدتها والتي إبتدرها بعبارة (عزيزتي م .م) مختصراً اسمها واسم والدها خوفاً من سقوط الخطاب في يد أحد العزال والمغرضين وكما أضحكنا الزميل طارق حينما قال أنه كتب خطاباً غرامياً لمحبوبته إبنة الجيران وأرسله مع ساعي البريد وهذا الساعي كان شقيقه الأصغر الطفل والذي أثناء محاولته الخروج ضبطه خاله وسأله عن وجهته فـ(طرش النضيف) وقال لخاله أن طارق أرسله بخطاب لبنت الجيران فأخذ الخال الخطاب وقرأه وإنكشف المغطي ستار وإتقبض طارق بالثابتة .
سيعود هذا العهد الجميل مع شركتنا الوطنية (سودابوست) علماً بأن لهذه الشركة مميزات متعددة في الأقل سعراً من حيث تقديم الخدمات والأسرع والأكثر تأميناً وغير ذلك فهي المعترف بها عالمياً لأنها الشركة الوحيدة التي تمثل السودان في كل المحافل البريدية الدولية والوحيدة المعترف بها عالمياً نسبةً لأنها مسجلة ضمن (192) دولة و(650) الف مكتب بريد حول العالم .
ستطلق (سودابوست) غداً خدمة الوكالات البريدية التي تتيح لأي مواطن أن يقوم بخدماتها بالوكالة نظير أرباح مجزية، بجانب اتجاهها لإفتتاح مائة نافذة بريدية وجعل خدماتها على مدار الأربع وعشرين ساعة وبأسعار زهيدة تبدأ من (7) آلاف جنيه للخطابات والمستندات زنة (500) جرام لكل الدول العربية .
بالنسبة لعشاق التسوق الألكتروني وعاشقات متجر (علي بابا) وغيره فشركة (سودابوست) هي الشركة الوحيدة القادرة على نقل مشترياتكم من المتاجر العالمية وتسليمها لكم في السودان وفي مقر إقامتكم وبأسعار مريحة .
حقيقة تفاءلت عندما علمت أن هنالك جهة واحدة من جهات الدولة تخطو نحو المسار السليم وتسير بخطى عاجلة نحو التنمية والتطور في وقت أصبحت فيه كل الخدمات رديئة إلا أن (سودابوست) سعت بكل ما أوتيت من قوة لجعل خدماتها هي الأكثر تميزاً والأفضل وقريباً سترى الكثير من مشروعاتها وخدماتها النور وتأني حيكون في كل حارة مكتب لـ(سودابوست) وفي كل زقاق وربما نعود لعهد كتابة الخطابات خاصة في ظل رداءة شبكات الإتصال وخدمات الإنترنت ، ربما سنرتاح قليلاً من ضجة الهواتف النقالة ونعود للكتابة بالأقلام الزاهية ونلصق الطوابع البريدية ونغلف الخطاب ونرسل هديةً صغيرةً لمن نحب بسعر زهيد .
سارعوا للتعاقد مع (سودابوست) وكونوا أول من يحصل على عقودات لفتح توكيلات للشركة بكل المدن والأحياء والفرقان فيدوا واستفيدوا وبرضو الشكر لساعي البريد ، لكن ساعي البريد بتاع أخونا طارق داك فضحنا وقطع لينا الحنان في رأسنا .