عبدالله مسار يكتب .. الحملة الاعلامية المنظمة ضد الدعم السريع وقائده (2)
عبدالله مسار يكتب:
الحملة الاعلامية المنظمة
ضد الدعم السريع وقائده (2)
قلنا في مقالاتنا الفتنة بين الجيش والدعم السريع (1)و(2) وكذلك مقالنا الحملة الاعلامية المنظمة ضد الدعم السريع وقائده (1)
ان الجيش السوداني موسسة قومية وطنية لها تاريخ راسخ قام بدوره كاملا في حماية عرض وارض السودان منذ نشأته وظل يساهم حتي في الحروب الخارجية مساهمة فعالة منذ الحرب العالمية الثانية والحروب العربية 1948م و1967م و1973م والآن يشترك في حرب الحزم وهو جيش منضبط ومحترف وكون الجيش قوات مساعدة الخدمة الوطنية والدفاع الشعبي ثم أنشأت قوات حرس الحدود ولما قام التمرد في دارفور وكردفان وجنوب كردفان واشتد اوره وقوي عوده واحتاج إلى حرب من نوع خاص أسست الحكومة قوات الدعم السريع بموجب قانون اجيز من الهيئة التشريعية وصادق عليه رئيس الجمهورية وصارت قوات رديفه وشقيقة للقوات المسلحة تتبع للقائد العام وتحت الامرة التنفيذية للفريق أول حميتي وهذه القوات ابلت بلاءا حسنا في الحروب الداخلية واشتركت في حرب الحزم وانحازات إلى الثوار بعد ديسمبر 2018م وصار قائدها عضو المجلس العسكري الأول ثم صار نائبا لرئيس مجلس السيادة وكانت قوات لا علاقة لها بالسياسة. ولكن بعد ان تولي قائدها هذه المواقع دخل في السياسة وتقاطعاتها والتي لا تنسجم مع دور القوات وصارت السهام توجه له لانه دخل في تقاطعات السياسة وصارت هذه القوات تتعرض لهجوم عنيف بعضه عفوي والآخر ممنهج ومبرمج وفيه شطط كبير وبدأت الحملات الاعلامية تنظم ضده بعضها عنصري و جهوي بل صار الهجوم فيه استخفاف كبير بهذه القوات وقائدها وكثير من الهجوم غير مبرر حتي وصل السعي لخلق فتنة بينه والجيش وخاصة بعد ان اختلفت المواقف بينه واخرين وهذه الحملة وصلت مرحلة الازدراء من الدعم السريع وقائده بل صارت حملة واضحة عنصرية وجهوية ثم دخل فيها النخب واصحاب المصالح الخاصة والجهوية وطبعا الدعم السريع وقائده صار العداء له من همس إلى العلن وصار الهجوم واضحا وهو صراع معلوم دائما ابناء المركز لا يقبلون وجود ابناء الهامش والصراع بين المركز والهامش وصراع النخب والريف السوداني صراع منذ الاستقلال باشكال مختلفة. ولذلك قامت هذه الحملة الاعلامية ضد حميدتي لانه دخل دائرة الصراع الحرام ودخل عش الدبابيز ولأنه امتلك عوامل القوى ونافس النخب في مناطق صنع القرار وصارت كثير من الدوائر تعمل على ثلاثة محاور تجريم الرجل والاستخفاف به وبقواته وخلق أزمه بينه والجيش.
ولذلك الحملة التي تجري الآن معلوم دوافعها ومن ورائها وماهي مالاتها.
ولذلك مطلوب من الاخوين البرهان وحميدتي ان يحافظا على العلاقة الوطيدة الشخصية بينها ووحدة قواتهما والسعي لتوحيد رأيهم السياسي فيما هو مطروح من قضايا وطنية وعلى الأخ حميدتي الوقوف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية ويبتعد من الهجوم على أي قوة سياسية مهما كان خلافه معها وان تجنب التصنيفات هذا كذا وهذا كذا وهولاء فلول وهولاء ثوار لأنه في موقع لا يسمح له ان ينحاز لأي فئة لأنه عسكري وليس سياسي ولا يدخل في صراعات السياسيين وليقلل من التصريحات
وعلى الرئيس البرهان ان يعمل بنفس منهجه الهادي وان يعرف انه قائد لهذه الأمة التي تعيش في ظروف صعبه وكلاهما مطلوب منه الابتعاد من هذا التدخل الأجنبي السالب والمؤذي للمشروع الوطني
اذن هذه الحملة الاعلامية ضد الدعم السريع ليس حرصا في ضمه إلى الجيش ولا تبعيته لهذا الجيش ولكن لأمور أخرى منها موقف حميدتي السياسي وانحيازه للتغيير ومهاجمته لبعض القوى السياسية مما خلق بينه عداء مفتعل هو غير محتاج له ثم صراع النخب والمركز من الهامش والريف واحتكار السلطة منذ الاستقلال وحتى الآن ولكن يجب ان ينتبه الجميع ان أمر الحكم في السودان قد تغير وان حكم النخب والمركز بطريقة الاستهبال السياسي والاستغفال قد انتهي في السودان. بعد انتشار العلم والوعي لقد كثر العلم والمال والقوة والعلاقات الخارجية اذن عوامل السيطرة علي السلطة لم تعد هي نفسها لأن اساليب الوصول للسلطة في السودان ليست ذات العوامل القديمة وكذلك على فولكر والرباعية وسفراء الدول الغربية ان العالم نفسه قد تغير.
اما نحن ابناء السودان علينا ان ان نحترم بعضنا البعض ونترك التعالي وخاصة اننا في وطن واحد والكل يتمتع بحق المواطنة وعليه الواجب فالجميع اهل السودان الذي يسع الجميع
اما رسالتي للاخوين
البرهان وحميدتي
انتم في السياسة موقتين جمعكم مع بعض المواقع العسكرية وقيادتكم لهذه القوات عليكم التعاون والتضامن والعمل المشترك مايخرب العلاقة بين السياسيين المدنيين لأن اجنداتهم مختلفة ابتعدوا عن الانحياز لأي طرف فيمن همكم وحدة قواتكم ومصلحة السودان فان هولاء السياسيون يستقوون بكم ضد بعضهم البعض
ويخربون علاقتكم مع بعض ليستفيدوا هم
أخيرا الخطر على السودان هو التدخل الأجنبي الذي جعل السودان مرتعا خصبا لهم .