المغربي بادو الزاكي مدربا لصقور الجديان
اتجه الاتحاد السوداني لكرة القدم لدعم المنتخبات الوطنية بأسماء كبيرة من الخبرات الأجنبية من أجل تصحيح مسار صقور الجديان بعد سلسلة من النتائج السيئة للمنتخب الوطني الأول في نهائيات أمم إفريقيا للمحليين التي جرت بالجزائر .
وجاءت الخطوة الأولى بإعفاء الطاقم الوطني بقيادة برهان تية ومحسن سيد ولاحقاً تم التعاقد مع الكابتن ابراهيم حسين في منصب المدرب العام، وبعد أن استعرض الاتحاد السوداني لكرة القدم عددا من السير الذاتية لمدربين كبار وقع الاختيار على المدرب المغربي بادو الزاكي، حارس المرمى الأشهر في تاريخ أسود الأطلس والاسم الكبير الذي أشرف على تدريب عددا كبيرا من الأندية فضلاً عن تجربته السابقة والناجحة مع المنتخب المغربي عندما قاده إلى نهائي أمم إفريقيا عام 2004.
سيعلن الاتحاد السوداني لكرة القدم في غضون الساعات القليلة المقبلة عن تعيين طاقم فني أجنبي للمنتخب الوطني الأول بقيادة المدرب الكبير بادو الزاكي إلى جانب مدرب مساعد مغربي والكابتن ابراهيم حسين في منصب المدرب العام إلى جانب محلل اداء مغربي، وسيصل بادو الزاكي الخرطوم الأسبوع المقبل لتوقيع العقد وقيادة المنتخب الوطني الأول في المرحلة المقبلة.
وستكون المهمة الأولى للمدرب المغربي قيادة صقور الجديان في مباراة الجابون في 20 مارس المقبل في تصفيات الكان حيث يطمح منتخبنا الوطني الذي حصل على ثلاث نقاط من مباراتين ، في مواصلة مشواره بقوة حتى الظهور مجدداً في نهائيات الأمم.
وقد أكمل رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم الدكتور معتصم جعفر كل تفاصيل الاتفاق مع المدرب المغربي لقيادة صقور الجديان في تجربة يتوقع لها أن تضيف الكثير للمنتخب الوطني الأول من واقع السيرة الذاتية المميزة للزاكي كمدرب والتي لا تقل عن نجوميته الطاغية كأحد أفضل حراس المرمى على نطاق القارة السمراء.
وإلى جانب الاتفاق مع المدرب الزاكي على هامش زيارة الدكتور معتصم للمغرب لحضور نهائي كأس العالم للأندية ، أكمل جعفر كذلك التعاقد مع شركة AB المغربية للملابس الرياضية لتصميم وتوريد أزياء المنتخبات الوطنية وستصل الشحنة الأولى الخرطوم يوم 10 مارس المقبل حيث يتوقع أن تسهم هذه الخطوة في توفير أزياء مميزة للمنتخب الوطني الأول.
وكمدرب تسنده سيرة ذاتية مرصعة بالإنجازات، استطاع بادو الزاكي أن ينقل نجوميته في كرة القدم إلى مجال التدريب بعد أن اعتزل بداية التسعينات حيث كان أبرز نجوم القارة السمراء في ثمانينيات القرن الماضي، وبدأ الزاكي مشواره في عالم التدريب بتولي مهام تدريب الفتح الرياضي المغربي عام 1993، وفي عام 1995 تولى مهام تدريب الوداد المغربي أحد أكبر الأندية المغربية، وبعد عام انتقل لتدريب الجمعية السلاوية وفي عام 98 درب شباب المحمدية، وبعدها وفي نفس العام عاد لتدريب الوداد المغربي واستمر معه لمدة عامين، لينتقل في عام 2001 لتدريب الكوكب المراكشي، وفي عام 2002 انتقل لتدريب المغرب الفاسي، وفي نفس العام صعد لتدريب المنتخب المغربي الأول واستمر معه لمدة ثلاث سنوات وقاده للوصول إلى نهائي أمم إفريقيا عام 2004.
وفي عام 2006 انتقل لتدريب فريق الكوكب المراكشي ثم عاد للمرة الثالثة لتدريب الوداد المغربي عام 2008 واستمر معه لمدة عامين قبل أن ينتقل مجدداً لتدريب فريق الكوكب المراكشي عام 2010 لكنه سرعان ما عاد من جديد لتدريب الوداد المغربي للمرة الرابعة عام 2012 واستمر معه لمدة عام ثم انتقل لتدريب فريق أولمبيك آسفي عام 2013 وعاد بعدها لتدريب المنتخب المغربي الأول للمرة الثانية في تاريخه عندما تعاقد معه عام 2014 واستمر في قيادته لمدة عامين انتقل بعدها لتدريب شباب بلوزداد الجزائري عام 2016 واستمر معه لمدة عام ودرب اتحاد طنجة عام 2017 ومولودية وهران عام 2018 والدفاع الجديدي عام 2019 ثم عاد مجدداً لتدريب اتحاد طنجة عام 2022، وفي الفترة الأخيرة تورط الزاكي في تجربة فاشلة مع هلال شاية في الدوري التونسي ولم تحقق التجربة أي نجاح يذكر فاستقال من تدريبه قبل ثلاثة أسابيع للتزامن فترة تواجد الدكتور معتصم جعفر في المغرب مع انتهاء مشواره مع فريقه التونسي الأمر الذي سهل مهمة الاتحاد السوداني لكرة القدم في التعاقد معه لخوض تجربة جديدة مع صقور الجديان يتوقع لها أن تحقق نجاحات كبيرة مع المنتخب الوطني الأول.
حقق بادو الزاكي في مسيرته كمدرب إنجازات لافتة بدأت منذ أول تجربة له عندما قاد الفتح الرباطي إلى نهائي كأس العرش في المغرب عام 1993، ووصل مع الوداد المغربي إلى ربع نهائي من كاس الاتحاد الأفريقي رفقة سنة 1998، وفي تجربته الثانية مع الوداد المغربي استطاع أن يحقق إنجاز الفوز بكأس العرش المغربي سنة 1999، كما قاده أيضاً للوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الأفريقي في نفس العام، وحقق بادو الزاكي مع المنتخب المغربي الأول إنجاز الوصول إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية 2004 بتونس. كما حقق إنجاز الوصول إلى نهائي كأس العرب رفقة الوداد البيضاوي سنة 2009، وفاز بكأس الجزائر رفقة شباب بلوزداد سنة 2017.
الزاكي حقق نجاحات لافتة في غالبية تجاربه التدريبية لكنه لم يشرف على تدريب منتخبات كبيرة بعد قيادته للمنتخب المغربي الأول حتى عام 2017 لذلك رحب كثيراً بالعودة إلى تدريب المنتخبات عبر تجربة جديدة تعتبر الأولى لمنتخب الوطني الأول مع مدرب مغربي حيث يتوقع المراقبون أن تسهم هذه الخطوة في تحقيق نجاح كبير مع المنتخب الوطني الأول.
من حسن حظ المدرب بادو الزاكي أنه سيعمل في تجربته الأولى مع المدرب العام الكابتن ابراهيم حسين والذي يعرف كل صغيرة وكبيرة عن الخيارات المتاحة التي يمكن أن يتم اختيار القائمة الأولية منها، وبعد ذلك ستكون تلك القائمة قابلة للحذف والإضافة بعد أن يتابع الزاكي بنفسه مباريات الهلال والمريخ في مرحلة المجموعات بدوري أبطال إفريقيا فضلاً عن متابعته للدوري السوداني الممتاز عن قرب وقتها يمكن أن يضع بصمته في اختيار العناصر وفي معرفة كل صغيرة وكبيرة عن اللاعب السوداني حتى تحقق تجربته المرتقبة مع المنتخب الوطني الأول النجاح المأمول.
أمن مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم على الخبرات الأجنبية في كل الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية وأمن على خيار بادو الزاكي لقيادة المنتخب الوطني الأول مع ضرورة التدقيق في اختيار مدربين أجانب متخصصين في تدريب فئات الناشئين والشباب حتى يتم تأسيس هذه المنتخبات بطريقة صحيحة لتصبح الداعم الأول للمنتخب الوطني الأول والذي تنقصه العناصر الشابة التي نالت حظها من التدرج عبر كل المنتخبات فضلاً عن ظهور البصمة التدريبية الأجنبية لتلك الفئة العمرية والتي يتم تأسيسها بطريقة علمية صحيحة وبعد ذلك يمكن أن تسهم هذه الخطوة في إحداث نقلة كبرى في الكرة السودانية بصورة عامة.
يتجه الاتحاد السوداني لكرة القدم للاستفادة من الدعم المقدم من الفيفا إلى جانب الدعم المتواصل الذي تقدمه له الدولة حتى يستطيع الوفاء بكل التزاماته تجاه الأسماء الكبيرة في عالم التدريب التي ينوي اتحاد الكرة التعاقد معها، ومن المتوقع أن يجتمع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مع الدكتور معتصم جعفر رئيس اتحاد الكرة للتفاكر حول تقديم الدولة الدعم المطلوب للبنيات التحتية والمنتخبات الوطنية حيث ظل اتحاد الكرة يحظى بدعم كبير ومتواصل من الدولة الأمر الذي جعل اتحاد الكرة يحقق العديد من الإنجازات وفي الطريق الكثير والكثير في ظل انسياب دعم الفيفا بصورة طبيعية إلى جانب الدعم المقدم من الدولة.