أندرو تيت: كيف كان الأخوان تيت يوقعان القاصرات الرومانيات في براثنهما؟
تقول داريا إن الشبان اتهموها بالكذب حين اكدت تلقيها رسالة من تيت
كانت داريا غوسا، تبلغ من العمر 16 عاماً ولا تزال طالبة مدرسة عندما تلقت رسالة خاصة عبر موقع انستغرام، من أندرو تيت، وهو مؤثر بارز يكبرها بنحو 20 عاماً.
أخبرتني داريا أن اندرو كتب لها: لقد قرأت للتو عبارة ” فتاة رومانية “ووضع إلى جانب العبارة بعض الرموز التعبيرية اللطيفة”.
“تعجبت من ذلك لأنه لم يكن لدي سوى 200 متابع، وكان حسابي على الانستغرام خاصاً”.
داريا واحدة من اثنتين من المراهقات اللائي وصفن لبي بي سي، كيف تعامل أندرو تيت وشقيقه تريستان معهن عبر الإنترنت، على ما يبدو باستخدام تعابير عادية.
قالت داريا: “كان واضحاً أننا فتيات في المدرسة الثانوية، وكنا قد كتبنا عن مدرستنا الثانوية ومعلومات أخرى في ملفات تعريفنا. برأيي، كان فقط يحاول العثور على فتيات بريئات أو ساذجات قدر الإمكان”.
وعرضت علينا داريا، لقطة شاشة للرسالة التي لم ترد عليها مطلقاً. لكنها تقول إن بعض صديقاتها أجبن على رسائله.
داريا، التي تدرس الآن في الجامعة في المملكة المتحدة، هي ابنة سياسي روماني بارز ، وتشعر أنها قادرة على التحدث علناً عن الأمر في حين ترفض أخريات التحدث عن ذلك علناً.
الشقيقان تيت قيد الحجز حالياً رومانيا حتى أخر شهر فبراير/ شباط بينما تحقق الشرطة في مزاعم الاغتصاب والاتجار بالبشر، وهو ما ينفيه الرجلان.
في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت، ظهر فيه أندرو وهو ينصح الآخرين كيفية التعامل مع النساء على وسائل التواصل الاجتماعي.
عرضت داريا على بي بي سي الرسائل التي يبدو أنها من حساب أندرو تيت على إنستغرام
يقول في التسجيل: ” حسب تجربتي، ما يحيرهن و يغريهن على الرد هو السؤال عن مكان تواجدهن”.
“أحياناً من باب اثارة الفضول فقط، أضع رمزاً تعبيرياً لا معنى له على الإطلاق مثل رمز الكرز أو البرتقال أو الفراولة”.
تقول داريا إن العديد من الشبان اتهموها بالكذب منذ أن كشفت عن تجربتها.
قالت لي: “حتى الفتيان الذين كنت أعرفهم من المدرسة الثانوية اتهموني بالكذب لأنني قلت لهم إنني تلقيت رسالة من أندرو تيت ذات مرة، رغم أنهم لا يستغربون أي شيء مما جاء في المزاعم الأخرى حول تيت”.
وتقول إن العديد من الشبان الذين في مثل عمرها ينظرون إلى تيت البالغ من العمر 36 عاماً وكأنه إله.
واوضحت: “هذه مشكلة كبيرة، لأنه قد نصحو بعد عشرين عاما لنرى مليوني شخص تطبعوا وتربوا على أفكار أندرو تيت.
قال تيت في منشور ترويجي لدوراته التدريبية عبر الإنترنت عن كيفية التلاعب بالنساء واستغلالهن: “لقد كنت أدير استوديو للبث الحي لأكثر من عقد من الزمان، وفي الواقع، كان أكثر من 50 في المئة من العاملات لدي صديقاتي في ذلك الوقت، والأهم من ذلك كله أن صديقاتي لم يكنّ قد عملن في صناعة الترفيه للبالغين قبل أن يلتقوا بي”.
يصف دوره بأنه عبارة عن “لقاء بفتاة، والخروج معاً في مواعيد قليلة، وممارسة الجنس معها، اجعلها تقع في حبي، لدرجة أنها تفعل أي شيء أطلبه منها”.
وتستمر الدعاية: “وبعدها أجعلها تظهر أمام كاميرات البث الحي لنصبح أثرياء معاً”.
وقال تيت سابقاً إنه لن يواعد أي امرأة يتجاوز عمرها 25 عاماً.
كانت غابرييلا (ليس اسمها الحقيقي) تبلغ من العمر 17 عاماً عندما اتصل بها شقيق أندرو تيت تريستان عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأدعت أنها تبلغ من العمر 19 عاماً.
طلبت منا تسميتها باسم غابرييلا لإخفاء هويتها.
أرتني رسالته الأولى التي كانت عبارة عن جملة “أنت جميلة”. قالت: “كنت أعرف أنه يستخدم نفس الأسلوب مع فتيات أخريات”. “يبدأ المحادثة دائماً بنفس العبارة وهي” أنت جميلة “.
قالت غابرييلا إن صديقة لها تلقت نفس الرسالة التمهيدية من تريستان تيت.
في مقطع فيديو على الإنترنت يقول أندرو تيت، إن عبارة “أنت جميلة” ليست سيئة باعتبارها تمهيداً، ويواصل توضيح ما يصفه بأنه “مثال ممتاز” لبدء المحادثة.
بعد تحديد موقع الفتاة، ينصح تيت الرجال أن يسألوا الفتاة: “لماذا لا أراك أبداً؟ أين تختبئين؟”
ويوضح: “99 في المئة منهن يجبن بأنهن لا يختبئن”.
هذا هو بالضبط ما حدث أثناء تبادل الرسائل مع غابرييلا.
تظهر غابرييلا لقطات شاشة لما يُزعم أنها محادثتها مع تريستان تيت. رسالته التالية هي تماماً كما يصفها أندرو: “أشعر أنني رأيتك في جميع أنحاء المدينة من قبل في مكان ما. هل هذا ممكن؟ أين كنت تختبئين؟”
ويوضح: “99 في المئة منهن يجبن بأنهن لا يختبئن”.
هذا هو بالضبط ما حدث أثناء تبادل الرسائل مع غابرييلا.
تظهر غابرييلا لقطات شاشة لما يُزعم أنها محادثتها مع تريستان تيت. رسالته التالية هي تماماً كما يصفها أندرو: “أشعر أنني رأيتك في جميع أنحاء المدينة من قبل في مكان ما. هل هذا ممكن؟ أين كنت تختبئين؟”
ردت غابرييلا: “ربما”. “لست مختبأة”.
تقول غابرييلا إنه دعاها للخروج إلى حفلة بسيارته، رغم أنها رفضت.
تشير لقطات الرسائل المتبادلة بينهما إلى أن محادثتهما توقفت فجأة بعد نشرها مقطع فيديو عنه على مواقع التواصل الاجتماعي.
تقول إحدى رسائله الأخيرة: “لن يرغب الأشخاص المهمون في الكتابة إليك أبداً إذا رأوا أنك تقومين بأشياء مثل هذه. مجرد تحذير ودي”.
لا يوجد شيء غير قانوني في اتصال الإخوة تيت بالفتيات من عمر 16 أو 17 عاماً عبر الإنترنت ، أو دعوتهن للخروج معهما.
لكن شهادات هؤلاء الشابات، جنباً إلى جنب مع تعليقات أندرو تيت على الإنترنت، تشير إلى طريقة مخططة مسبقاً لبدء الاتصال.
اطلعت بي بي سي على لقطات شاشة يبدو أنها تدعم مزاعم هؤلاء النساء. تبدو الرسائل أنها مرسلة من حساب يتطابق اسم مستخدمه مع الأسم الذي استخدمه الأخوان أندرو و تريستان تيت قبل حظرهما على التطبيق.
ولم تتمكن بي بي سي من التحقق بشكل مستقل من صحة الاسم أو إثبات ما إذا كانت الرسائل قد أرسلها أندرو وتريستان تيت شخصياً أم أن شخصاً آخر يعمل نيابة عنهما.
عرضت بي بي سي هذه المزاعم على الأخوين تيت من خلال محاميهما وطلبت الرد عليها.
استمر نشاط الأخوين على وسائل التواصل الاجتماعي حتى أثناء احتجازهما.
وكتب يوم الخميس أنه سُمح لخمسة أشخاص بزيارته في الحجز، من بينهم مؤثر أمريكي يبلغ من العمر 22 عاماً يُدعى أدين روس، ولديه ملايين المتابعين، وقال إنه توجه إلى رومانيا يوم الخميس.
لم يتم توجيه أي تهم حتى الآن للأخوين تيت. وتم تمديد فترة حجزهما حتى نهاية شهر فبراير/ شباط.
جميع مقاطع الفيديو التي تحدثا فيها عن حياتهما الشخصية لا تثبت أي شيء يدينهما وأي دليل ضدهما محجوب عن الرأي العام في الوقت الحاضر.
بي بي سي عربية